21 July 2011

خلقت لأفكر.. أفكر لأعيش

التفكر و التفكير كلمتان خفيفتان على اللسان، كل منهن تضع حدا فاصلا بين الطبيعة الإنسانية و غيرها من الطبائع. لقد ميزنا الخالق سبحانه بعقل لم و لن نستطيع أن ندرك قيمته أو أن نستكشف خباياه باكتشافاتنا العلمية الدنيوية. و لطالما حير العقل الإنساني العلماء في فهم تركيباته الدقيقة التي تقوم بمهام لا تحصى في جزء من الثانية دون أن يدرك المرء قدر المجهود الذي يبذله أو يشعر به حتى. إذا فما يميزنا عن غيرنا من الكائنات هي أننا نفكر، و نحلل، و نبتكر.. لا تربطنا في التفكير قيود كالتي تكبل عقول الحيوانات، لذلك فإن بعض العلماء يعرفون التفكير على أنه: العمليات العقلية الراقية التي لا يستطيع الحيوان القيام بها كالحكم والتجريد والإستقراء والتعميم والاستنتاج. ولأجل أن يكون التفكير سليماً وتكون نتائجه صحيحة، أصبح الإنسان بحاجة إلى قواعد عامة تهيء له مجال التفكير الصحيح متى سار على ضوئها، و من هنا نشأ علم المنطق، و هو فرع من فروع الفلسفة يهتم بوضع قوانين إرشادية للتفكير الآدمي.
من هذا المنطلق أنشأت هذه المدونة لتكون دعوة للتفكر أو التفكير. لنفكر سويا في ما يحيط بنا من أحداث، بطريقة منطقية سليمة، تكون فيها مرجعيتنا المنطق، فلا نتقيد بقانون أو شرع أو رأي أو حكم أو عاطفة. إنني بوضع هذه السطور الأولى في هذه المدونة أعرف أنني سأناحر أشد الصعاب و سأسبح عكس التيار أحيانا، لما أؤمن أنه قد أصابنا من بُعد عن إعمال العقل و الانجراف خلف تيارات تحكمنا فيها مشاعرنا في معظم الأحيان. لكن السؤال الآن هو: من أنا؟
أنا مسلم، لست إسلاميا.. حر أؤمن بالحرية، و لست ليبراليا.. أحب الفقراء و أعمل لنصرة المظلوم، لكني لست يساريا.. أسعى لتوحيد وطننا العربي و الإسلامي و أنصر قضاياهم.. لكني لست قوميا. أنا إنسان مسلم مصري ثائر حر، أبحث عن الحقيقة و أحارب الظلم أينما وقع، تائه في عالم ينتصر فيه التصنيف الفكري على المصلحة الوطنية، و يسطع فيه نجم الأيدلوجيا السياسية في وقت تتهاوى فيه الأيدلوجيا أمام التقدم و وسائل و أدوات التنمية. لهذا أرفض التصنيف و أسعى لمعادلة الاستقطاب الحادث في أمتنا و الذي سيؤدي بنا إلى الهلاك في هذه اللحظات الحرجة التي تمر بها بلادنا.
إذا فهذه دعوة لكل المخلصين و الوطنيين أن ننحي خلافاتنا الفكرية و اختلافاتنا الأيدلوجية و عواطفنا جانبا لنفكر سويا كيف ننمي وطننا و كيف نقوم اعوجاج المجتمع سلميا، يكون فيها شعارنا: "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت"